يمثل نقل البضائع المبردة بحرا جزءا من حلقة التبريد العالمية Cold Chain Global والتي تشمل كل ما يمكن نقله في صورة مبردة أو مجمدة، بما في ذلك الاغذية الطازجة وغير الطازجة والأمصال والأدوية، وقد شهد العام 1877 أول تجربة بحرية حقيقية لنقل شحنة لحوم مجمدة من أستراليا إلى بريطانيا إلا أن نظام التبريد قد تعطل خلال تلك الرحلة، وبالتالي فسدت الشحنة بالكامل. لكن هذا لم يمنع من تكرار التجربة في العام التالي، والتي انطلقت من الأرجنتين باتجاه موانئ فرنسا، حيث تكللت بالنجاح في نهاية المطاف لتأذن بانطلاق هذا النوع من النقل أو النشاط.

في النصف الثاني من القرن العشرين شهد نشاط نقل البضائع المبردة التقليدية بحرا نموا مضطردا، وبالأخص في الفترة بين عامي 1961 و1985 حيث وصلت نسبة النمو السنوي لهذا النوع من السفن إلى 4%، ولكن مع منتصف الثمانينيات اتجهت الانظار نحو الحاويات المبردة، وأصبحت سفن نقل الحاويات العملاقة تحوي أماكن أكثر عددا للحاويات المبردة، وجرت العادة أن تكون هذه الحاويات في الجزء الخلفي من السفينة وبنسبة لا تزيد عن 10% من إجمالي حمولة السفينة الكلية، وفي العام 1994 بلغ عدد سفن نقل البضائع المبردة ذروته، ووصل إلى 1487 سفينة، ثم هبط هذا الرقم إلى 920 سفينة في العام 2010، في حين شكلت البضائع المبردة المنقولة في حاويات بنهاية العام 2016 نسبة 72% من إجمالي حجم التجارة العالمية المبردة المنقولة بحرا.

 

اقرأ أيضاً: ما هي أهمية اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار 1982 بالنسبة لليمن؟

 

في الاطار نفسه، ظلت سفن نقل البضائع المبردة ولسنوات طويلة تتبع في تصنيفها سفن البضائع العامة، لأنها تحتوي على عنابر مبردة، مع احتوائها على روافع Derricks لتسهل إتمام عمليات الشحن والتفريغ بالموانئ. ولكن ما يميز هذا النوع من السفن عن البقية هو لون بدنها الخارجي الزاهي الأبيض، ولكن ما يعيب هذا النوع من السفن إلى جانب نقلها لنوع محدد من البضائع هو إستهلاكها العالي للوقود، بالمقارنة مع نظيراتها من سفن البضائع العامة، وهذا ما يتعارض مع متطلبات IMO2023 والتشريعات الصارمة في خفض الانبعاثات الكربونية.

التجارة العالمية المنقولة بحرا
إن نمو التجارة العالمية وإزدهارها منذ مطلع التسعينيات وحتى أزمة الرهن العقاري في آواخر 2008، صاحبه إزدهار تجارة البضائع المبردة؛ وعلى سبيل الذكر لا الحصر، بلغت قيمة البضائع المبردة في العام 2002 حوالي 1.2 مليار دولار نُقلت بواسطة سفن بضائع مبردة بالإضافة إلى حاويات مبردة، والتي بلغ عددها 400 الف حاوية، لكن ومع مرور السنين نما هذا النوع من النقل بشكل متواصل ووصلت نسبة النمو السنوي في الفترة بين 2000 و 2015 إلى 1% على أساس سنوي. وبلغة الارقام فقد نمت من 112 مليون طن في سنة 2000 إلى 195 مليون طن بنهاية 2015، وتم نقل 3.169.210 مليون حاوية مليئة بالبضائع المبردة خلال العام 2019. وبلغت قيمة البضائع المبردة المنقولة بحرا 196.5 مليار دولار خلال العام 2021، وعلى الرغم من هذه الأرقام، إلا أنها لا تمثل إلا 3% فقط من حجم التجارة العالمية المنقولة بحرا.

 

اقرأ أيضاً: الحد من آثار تغير المناخ يتطلب وضع المعايير والتحقق منها وتوحيدها

 

MAERSK.. في الطليعة
أما من حيث ترتيب حمولات السفن للحاويات المبردة بنهاية العام 2022 فقد تصدرت MAERSK الناقلين البحريين وعند 23.3% من إجمالي الحاويات التي تنقلها الشركة، تلتها MSC وبنسبة 21.7%، ثم CMA CGM وبنسبة 20.4%، ثم COSCO بنسبة 18%، تلتها شركتي One وEVERGREEN وبنسبة 17% لكل منهما. وتُعد Cool Eagle أكبر السفن التي تحمل البضائع المبردة في العالم اليوم والتي بإمكانها حمل 1.100.000 كرتونة سواء في عنابرها أو في حاويات، مقارنة بسفن نقل البضائع المبردة من الجيل الأقدم والتي تنقل 400.000 كرتونة فقط.

مجلة ربان السفينة، العدد 85، مايو/ يونيو 2023،رأي - بقلم الدكتور عبدالله ونيس الترهوني، ص. 54

 

اقرأ أيضاً

 العدد 85 من مجلة ربان السفينة

(May/ June 2023)

 

أخبار ذات صلة